للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[السكن]

مما لا يخفى علمه على أحد أن قريشًا قبل الإسلام وبعده كانوا يرسلون أبنائهم إلى البادية، وقد أرسلت أم النبي -صلى الله عليه وسلم- به إلى بادية بني سعد في خبر معلوم مشهور.

قال الغزالي -رحمه الله-: «وتنشئته الأولاد في البادية ليمرحوا في كنف الطبيعة، ويستمتعوا بجوها الطلق، وشعاعها المرسل، أدنى إلى تزكية الفطرة، وإنماء الأعضاء والمشاعر، وإطلاق الأفكار والعواطف.

إنها تعاسة أن يعيش أولادنا في شقق ضيقة من بيوت متلاصقة كأنها علب أغلقت على من فيها، وحرمتهم لذة التنفس العميق، والهوء المنعش، ولا شك أن اضطراب الأعصاب الذي قارن الحضارة الحديثة يعود - فيما يعود إليه - إلى البعد عن الطبيعة والإغراق في التصنع، ونحن نقدر لأهل مكة اتجاههم إلى البادية لتكون عرصاتها الفساح مدارج طفولتهم، وكثير من علماء التربية يود لو تكون الطبيعة هي المهد الأول للطفل حتى تنشق مداركه مع حقائق الكون الذي وجد فيه، ويبدو أن هذا

<<  <   >  >>