للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل: أي الشراب أطيب؟ قال: «الْحُلْوُ الْبَارِدُ» (١).

والأولى لمن كان حريصًا على صحة بدنه وعقله ألا يدخل بدنه ولا يغذيه إلا بالطعام والشراب السالم من الآفات السابق ذكرها، أو على أقل الأحوال أن يكون اختياره لأفضل الموجود، وإن كلفه ذلك بدنيًّا أو ماليًّا، ومع حسن التدبير والاقتصاد تحصل الموازنة إن شاء اللَّه.

تنبيه:

قلنا آنفًا: إن صحة البدن لها حظ كبير في سلامة الغذاء، وذلك أن للأطعمة والأشربة تأثيرًا على العقول، وذلك أمر معلوم يذكره الأطباء والحكماء.

قال ابن القيم -رحمه الله-: «كل من ألف ضربًا من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى» (٢).

الكيفية: والمقصود أن لتناول الطعام والشراب كيفيات ينبغي التزامها قدر الطاقة، وأخرى ينبغي تجنبها كذلك، فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر شرب الماء قاعدًا، فقد روى


(١) (٥/ ٢٣٣) برقم ٣١٢٩، وقال محققوه: حسن لغيره.
(٢) مدارج السالكين (١/ ٤٠٣).

<<  <   >  >>