للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أبوال الإبل وألبانها]

روى البخاري ومسلم من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قَدمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِلِقَاحٍ وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا. فَانْطَلَقُوا، فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ، فَجَاءَ الْخَبَرُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَبَعثَ فِي آثَارِهِمْ فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسُمِرَت أَعْيُنُهُمْ وَأُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ، يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ (١).

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ فِي أَبْوَالِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا شِفَاءً لِلذَّرِبَةِ (٢) بُطُونُهُمْ» (٣).

قال ابن القيم -رحمه الله-: قال صاحب القانون: «واعلم أن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق، ولما فيه من خاصية ... وأن هذا اللبن شديد المنفعة، فلو أن إنسانًا أقام عليه بدل الماء


(١) صحيح البخاري برقم ٢٣٣، وصحيح مسلم برقم ١٦٧١.
(٢) الذربة: فساد المعدة كذا في الفتح (١٠/ ١٤٣).
(٣) (٤/ ٤١٦) برقم ٢٦٧٧، وقال محققوه: حسن لغيره.

<<  <   >  >>