للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أنزله الله في الأرض

من ترابها ومياهها، وأشجارها وثمارها .. وغير ذلك مما خص اللَّه بعلمه من شاء من عباده

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- بإصبعه هكذا - ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها-: «بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيْقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا» (١).

«هذا من العلاج السهل الميسر النافع المركب، وهي معالجة لطيفة تعالج بها القروح والجراحات الطرية، لا سيما عند عدم غيرها من الأدوية، إذ كانت موجودة بكل أرضٍ، وقد عُلم أن طبيعة التراب الخالص باردة يابسة مجففة لرطوبات القروح والجراحات، لا سيما في البلاد الحارة، وأصحاب الأمزجة الحارة، فإن القروح والجراحات يتبعها في أكثر الأمر سوء مزاج حار، فتجتمع حرارة البلد والمزاج والجراح، وطبيعة التراب الخالص باردة يابسة أشد من برودة جميع


(١) صحيح البخاري برقم ٥٧٤٥، وصحيح مسلم برقم ٢١٩٤ واللفظ له.

<<  <   >  >>