للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَا يَشْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَائِمًا فَمَنْ نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ» (١).

قال القرطبي -رحمه الله- في شرحه لهذا الحديث: «ويمكن أن يقال: إن القيء وإن لم يقل أحد بأنه واجب عليه، فلا يبعد أن يكون مأمورًا به على جهة التطبب، وهو يؤيد قول من قال: إن النهي عن ذلك مخافة مرض أو ضرر، فإن القيء استفراغ مما يخاف ضرره» (٢).

وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ» (٣).

وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنهما- قال: كان رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- يتنفس في الشراب ثلاثًا ويقول: «إِنَّهُ أَرْوَى، وَأَمْرَأُ، وَأَبْرَأُ» (٤).

الشراب في لسان الشارع وحملة الشرع هو: الماء، ومعنى تنفسه في الشراب: إبانته القدح عن فيه، وتنفسه خارجه، ثم يعود إلى الشراب، كما جاء مصرحًا به في الحديث الآخر، قال -صلى الله عليه وسلم-:


(١) برقم ٢٠٢٦.
(٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٥/ ٢٨٦).
(٣) صحيح البخاري برقم ١٥٣، وصحيح مسلم برقم ٢٦٧.
(٤) برقم ٢٠٢٨.

<<  <   >  >>