للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحاجة، بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنهما أحد قط، وأن لهما تأثيرًا خاصًّا في دفع السحر، والعين، وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعانة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس، والطعام، والشراب، واللباس» (١).

وروى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعوذ الحسن والحسين ويقول: «إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» (٢).

قال ابن حجر -رحمه الله-: «قوله: «مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ» يدخل تحته شياطين الإنس والجن، «وَهَامَّةٍ» واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل كل ما له سم يقتل، فأما ما لا يقتل سمه فيقال له: السوام، وقيل: المراد كل نسمة تهم بسوء، «وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» قال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل ... » (٣)

وروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن رَأَى مُبتَلًى فقال: الحمدُ للَّهِ الذي عافَانِي مِمَّا ابْتلاكَ به، وفَضَّلَنِي على كَثيرٍ مِمَّنْ خلق تَفضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ


(١) بدائع الفوائد ص ٥٣٦.
(٢) صحيح البخاري برقم ٣٣٧١.
(٣) فتح الباري (٦/ ٤١٠).

<<  <   >  >>