من هذا القسم، فإن هذا خطاب للعرب وأهل الحجاز ومن جاورهم، ولا سيما أعراب البوادي، فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم، فإن هذا المرض يحدث من يُبس، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة؛ فعلاجها بالإسهال، والألية فيها الخاصيتان: الإنضاج والتليين؛ ففيها الإنضاج والإخراج. وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين، وفي تعيين الشاة الأعرابية لقلة فضولها، وصغر مقدارها، ولطف جوهرها، وخاصية مرعاها؛ لأنها ترعى أعشاب البر الحارة كالشيح والقيصوم ونحوهما، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذيه بها ويُكسبها مزاجًا ألطف منها، ولا سيما الألية، وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم، ولكن الخاصية التي في الألية من الإنضاج والتليين لا توجد في اللبن.
وهذا كما تقدم أن أدوية غالب الأمم والبوادي بالأدوية المفردة، وعليه أطباء الهند، وأما الروم واليونان فيعتنون بالمركبة، وهم متفقون كلهم على أن من سعادة الطبيب أن يداوي بالغذاء، فإن عجز فبالمفرد، فإن عجز فبما كان أقل تركيبًا.