إما لعدم خوفهم من اللَّه، واستحلالهم للغش، وإيثار الدنيا، أو بسبب الجهل وهو القليل، وإن مما أصيبت به الأطعمة والأشربة ما يسمى التعديل الوراثي (١)، واستعمال الكيماويات، إضافة إلى المواد الحافظة والمحسنة للطعوم والألوان.
وإدخال ما لا يحل في جميع الشرائع السماوية، كالميتات ونحوها من الخبائث، أو ما يستحله أقوام ويسوق على آخرين لا يستحلونه ويستخبثونه، تصريحًا باسمه أحيانًا كالخنزير وإخفائه تحت مسميات أو رموز أكثر الأحيان.
ومن ذلك ما أدخل عليها أثناء التصنيع كهدرجة الزيوت وتحلية المياه التي لا يتقيد مصنعوها بالشروط الصحية.
ومنها ما أدخل على تغذية المأكول من البهائم والطيور وغير ذلك كثير، وصدق اللَّه إذ يقول: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١)} [الروم: ٤١].
وإن مما يُبشر به ما انتشر في الآونة الأخيرة مما يوصف بالأغذية العضوية، وكذلك توجه بعض الجهات المسئولة إلى مراقبة المنتجات وفحصها قبل دخولها الأسواق، روى الإمام
(١) هو تعديل الجينات ليكون الإنتاج أكثر ومقاوم للأمراض، إلا أن هذا التعديل قد يضر بصحة الإنسان ولذلك فإن بعض الشركات إذا أرادت تسويق منتجاتها كتبت عليها خالٍ من التعديل الوراثي.