للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشَّرابِ» (١)، وفي لفظ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا ... » الحديث (٢).

وأما الحديث الدائر على ألسنة كثير من الناس: «الحمية رأس الدواء، والمعدة بيت الداء، وعودوا كل جسد ما اعتاد»، فهذا الحديث إنما هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب، ولا يصح رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ قاله غير واحد من أئمة الحديث.

ويذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَنّ الْمَعِدَةَ حَوْضُ الْبَدَنِ، وَالْعُرُوقُ إلَيْهَا وَارِدَةٌ، فَإِذَا صَحّتْ الْمَعِدَةُ صَدَرَتْ الْعُرُوقُ بِالصّحّةِ، وَإِذَا سَقِمَتْ الْمَعِدَةُ صَدَرَت الْعُرُوقُ بِالسَّقَمِ» (٣).


(١) قال محققو الزاد: أخرجه الترمذي ٢٠٣٦، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ١٨٥)، وابن أبي الدنيا في الزهد ٣٨، وابن أبي عاصم في الزهد ١٩٠، ١٩١، والطبري في التهذيب (١/ ٢٨٨ - مسند ابن عباس)، وغيرهم من طريق محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان -رضي الله عنه- به، وفيه الماء بدل الطعام والشراب، واختلف في إسناده، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه ابن حبان ٦٦٩، والحاكم (٤/ ٢٠٧، ٣٠٩)، وحسنه ابن مفلح في الآداب الشرعية (٢/ ٣٤٣). وينظر: العلل لابن أبي حاتم ١٨٧٠.
(٢) قال محققو الزاد: أخرجه الترمذي عقب الحديث ٢٠٣٦، وأحمد ٢٣٦٢٢، ٢٣٦٢٧، ٢٣٦٣٢ عن محمود بن لبيد -رضي الله عنه- به، وقد جعله بعضهم من حديث محمود عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وبعضهم جعله من حديثه عن عقبة بن رافع -رضي الله عنه-، وبعضهم من حديثه عن رافع بن خديج -رضي الله عنه-، وبعضهم من حديثه عن قتادة بن النعمان -رضي الله عنه- وهو اللفظ السابق، قال الترمذي: مرسل ... محمود بن لبيد قد أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- ـ ورآه وهو غلام صغير، فلا يضر إرساله؛ ولذا حسنه ابن مفلح في الآداب الشرعية (٢/ ١٨١)، والله أعلم. وفي الباب عن حذيفة -رضي الله عنه-.
(٣) قال محققو الزاد (٤/ ١٤٧): أخرجه الطبراني في الأوسط ٤٣٤٣، وتمام في الفوائد ٣٣٢، وأبو نعيم في الطب النبوي ٨٥ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال العقيلي في الضعفاء (١/ ٥١): «باطل لا أصل له ... وهذا الكلام يُروى عن ابن أبجر»، وضعفه ابن حبان في المجروحين (٣/ ١٢٨)، والدارقطني في العلل (٨/ ٤٢)، والبيهقي في الشُعب ٥٤١٤، والذهبي في الميزان (١/ ٢٥)، والزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (١/ ٤٦٠)، وغيرهم، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٨٤)، وهو في السلسلة الضعيفة ١٦٩٢.

<<  <   >  >>