للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريدُ "الثعالبَ وأرانبَها" فكانَ الشعرُ ينكسر لو ذكرَ "الباءَ" في الثعالبِ وتفسدُ القافيةُ لأَنَّ رويَهُ الياءُ فابدلَ الباءَ لأَنَّ الحركةَ لا تدخلُها فينكسرُ الوزنُ فكذلكَ أَبدلَ ياءً في "الحَمِي" وهو يُريدُ "الحَمامَ" ومِنْ قبيحِ ما جَاءَ في الضرورةِ عندَ النحويينَ.

قالَ أبو بكر١: وهو عندي لا يجوز ألبتَة بوجه من الوجوه شعر ينشدونه يجعلون فيه الألف التي هي بدل من التنوين بمنزلة هاء التأنيث فيظهرون الياء قبلها كما يقولون: شقاية وشقاوة وذلك قوله٢:


١ في الأصل "أبو العباس" والتصحيح من "ب".
٢ هذه الأبيات وردت في اللسان مع قليل من التحريف منسوبة الأعصر بن سعد ابن قيس عيلان واسمه منبه بن سعد. وقيل: هو للمستو غر بن ربيعة. والشاهد فيها: شبه الف النصب: في العظايا والشفايا بهاء التأنيث نحو: عظاية وصلاية، فصح حال لياء وإن كانت طرفا، فكما أن الهاء فيهما صححت الياء قبلها. فكذلك ألف النصب التي في: العظايا والشفايا، صححت الياء قبلهما. والعظاء: واحدها عظاية وهي دويبة، ويحترش: يحرك جحرها ليغريها، بالخروج لتخرج فيصيدها.
وانظر: الخصائص ١/ ٢٩٢ وفيه يحترش بدلا من يلتمس ويسفي بدلا من "يعيط" وحماسة البحتري/ ٣٢٤ والشعر والشعراء ١/ ٥١. والمنصف ١/ ١٥٥، ومعجم الشعراء/ ٤٦٦. وشرح السيرافي ١/ ٢٣٤. والمخصص ١٥/ ١١٧ والمحتسب ١/ ٧٧ واللسان ١٨/ ٢١٨ و١٦/ ٢٣٠. والخزانة ٢/ ٢٦٦. وطبقات ابن سلام/ ١٢ طبعة أوروبا. والتمام في تفسير أشعار هذيل/ ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>