للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِيُبكَ يَزيدٌ ضَارعٌ لِخُصومَةٍ

ومِنْ هَذا البابِ قولُ القطامي:

فكرتْ تَبتغيهِ فَوَافَقَتْهُ ... علَى دَمِه وَمَصْرَعِهِ السِّبَاعَا١

لأَنهُ لمَّا قَالَ: وافقتهُ عُلم أَنَّها قَد صَادفتِ السباعَ معهُ فكأَنَّهُ قالَ: صادفتِ السباعَ علَى دمهِ ومصرعِه ومثلُ ذلكَ:

وَجَدْنَا الصالحينَ لَهُم جَزاءٌ ... وَجَنَّاتٍ وعَيْنًا سَلْسَبيلاَ٢


١ من شواهد الكتاب ١/ ١٤٣ عل نصب "السباع" بإضما ر الموافقة لما جري من ذكرها في صدر البيت. والتقدير: فكرت تبتغيه فوافقته ووافقت السباع على دمه ومصرعه. وعند ابن جني على حذف المضاف، أي: وافقت آثار السباع. والبيت للقطامي في وصف بقرة وحشية فقدت ولدها فطلبته فوجدت السباع قد اغتالته.
وخطأ المبرد هذه الرواية ويرى أن الرواية الصحيحة.
فكرت ع ند فيقتها إليه
فألفت عند مصرعه السباعا
وانظر: الخصائص ٢/ ٤٢٦. والنوادر/ ٢٠٤. والمحتسب ١/ ٢١٠ وشرح السيرافي ٢/ ٧٣. والديوان/ ٤٥.
٢ من شواهد سيبويه ١/ ١٤٦ على حمل الجنات والعين على المعنى ونصبهما بإضمار "فعل" والتقدير: وجدنا لهم جنات وعينا سلسبيلا.
٣ من شواهد سيبويه ١/ ١٤٦ على حمل الجنات والعين على المعنى ونصبهما بإضمار "فعل" التقدير: وجدنا لهم جنات وعينا سلسبيلا.
قال سيبويه. لأن الوجدان مشتمل في المعنى على الجزاء. فحمل الآخر علي المعنى. ولو نصب الجزاء لجاز، وكان الظاهر المتبادر رفع جنات وما بعده عطفا على جزاء. والسلسبيل: السهل العذب وقيل: هو اسم عين في الجنة، وذكر بعضهم أن ذلك مركب من قوله: سل سبيلا، وقيل: هو اسم لكل عين سريعة الجري. ونسب البيت إلى عبد العزيز الكلابي.
وانظر: المقتضب ٣/ ٣٨٤. وشرح السيرافي ٢/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>