للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأَنَّ السورَ من المدينة وقَالَ أَيضًا:

رأتْ مَرَّ السِّنينَ أَخّذْنَ مِنّي ... كما أَخذَ السِّرارُ مِنَ الهِلاَلِ١

فَقالَ: أَخذنَ فردهُ إلى السنينِ ولم يردهُ إلى مرِّ لأَنَّهُ لا معنَى للسنين إلا مَرها ومثلُه قولُ الأعشى:

وتَشرقُ بالقولِ الذي قَدْ أَذْعْتَهُ ... كَما شَرَقتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدَّمِ٢

لأَنَّ صدَر القناةِ من القناةِ.

قالَ محمد بن يزيد: يردُّ عَلَى مَن ادّعى أَنَّ هذَا مجراهُ٣ مجرى الضرورةِ القرآن أفصحُ٤ اللغاتِ وسيدُها وما لا تعلقُ بهِ ضَرورةٌ ولا


١ استشهد به على اكتساب المضاف التأنيث من المضاف إليه. وفيه اكتسابه الجمعية، فإن مر مفرد والسنين جمع، فاكتسب مر الجمعية من السنين وكذلك قال: أخذن مني، وإلا لقال: أخذ، وفيه شاهد آخر على أن بعض بني تميم وبني عامر يلزم الياء ويجعل الإعراب على النون وعليه فنون السنين في البيت مكسورة. والبيت الجرير في هجاء الفرزدق.
وانظر: المقتضب ٤/ ٢٠٠ ومعاني القرآن ٢/ ٣٧. والصابي/ ٢١٣ والكامل ٣١٢ والتهذيب ١/ ١٣٥ واللسان "خضع" والديوان/ ٤٢٦.
٢ من شواهد سيبويه ١/ ٢٥ على اكتساب المضاف إلى التانيث. فقد أنث الصدر وهو مذكر، لأنه مضاف إلى مؤنث هو منه، والخبر عنه كالخبر عما أضيف إليه، لأن المعنى في شرقت القناة وشرق صدر القناة واحد.
وشرق: غصن وأذعته: أفشيته. والقناة: الرمح.
يخاطب الشاعر: عمير بن عبد الله وكانت بينهما مهاجاة، فيقول له: يعود عليك مكروه ما أذعت عني من القول ونسبته إلى من القبيح فلا تجد منه مخلصا.
وانظر: المقتضب ٤/ ١٩٧ والكامل/ ٣١٢. والخصائص ٢/ ٤١٧. والمذكر والمؤنث لابن الأنباري/ ٣١٦ وشرح الحماسة ٢/ ٣٧٠ وشعراء النصرانية/ ٣٧٧، وشرح السيرافي ١/ ٣٢١ والجمهرة ٢/ ٣٣٩.
٣ في "ب" أن يجري هذا مجرى.
٤ أفصح: ساقط من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>