للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد: أستغفر الله من ذنب, وأمرتك بالخير ومن ذلك: دعوته زيدًا إذا أردت دعوته التي تجري مجرى سميته, وإن عنيت الدعاء إلى أمر لم يجاوز مفعولًا واحدًا فأصل هذا دخول الباء, فإذا حذف حرف الجر عمل الفعل ومنه: نبئت زيدًا تريد: عن زيد وأنشد سيبويه في حذف حرف الجر قول المتلمس:

آليتُ/ ١٨٨حَبَّ العراقِ الدَّهرَ أطعمُهُ ... والحَبُّ يأكلُهُ في القريةِ السُّوسُ١

وقال: تريد على حب العراق٢. وقد خولف في ذلك.

قال أبو العباس: إنما هو: آليت أطعم حب العراق, أي: لا أطعم,


١ من شواهد سيبويه ١/ ١٧ "على انتصاب" حب العراق ... على التوسع، إذ التقدير: على حب العراق فحذف الخافض ونصب ما بعده ولم يجعله من "باب زيدا ضربته" والتقدير: أطعمه. وهذه الجملة جواب لـ"آليت" فإن معناه. حلفت، و"لا" لها الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر في هذا الباب عاملا. وضمير الخطاب في آليت عائد إلى عمرو بن هند الذي أقسم ألا يذوق المتلمس قمح العراق، أي لا يأتيها. ومعنى الشطر الثاني: أن القمح مبتذل ميسور والبخل به قبيح، وأراد بالقرية: الشام، وبالحب: البر. والمتلمس: هو جرير بن عبد المسيح.
انظر شرح السيرافي ١/ ٢٨، والمغني ١/ ١٠٣، و٢/ ١٥٢، والشعر والشعراء ١/ ١٨٢، وجمهرة أشعار العرب/ ١١٣، وروايته: آكله بدلا من أطعمه. ورواية سيبويه والأعلم "بالقرية" والديوان/ ١٨٠ ط - ليبزك.
ورواية الديوان: بالقرية السوس، والهمع ١/ ١٦٢، والمفصل للزمخشري ٢/ ٢٩١، وأمالي السيد المرتضى ١/ ١٣٠.
٢ انظر الكتاب ١/ ١٧، جعل انتصاب حب العراق على التوسع وإسقاط الخافض وهو "على".

<<  <  ج: ص:  >  >>