للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تريد: رجل مثله, فأما الذي ينتصب انتصاب الاسم بعد المقادير فقولك: ويحه رجلًا, ولله دره رجلًا, وحسبك به رجلًا, قال العباس بن مرداس:

ومرة يحميهم إذا ما تبدَّدوا ... ويطعنهم شزرًا فأبرحتَ فارسا١

قال سيبويه: كأنه قال: فكفى بك فارسًا, وإنما يريد: كفيت فارسًا٢ / ٣٥٥ ودخلت هذه الباء توكيدًا, ومن ذلك قول الأعشى:

فأَبْرَحْتَ رَبًّا وَأْبرَحْتَ جَارًَا٣


١ من شواهد سيبويه ١/ ٢٩٩ على نصب "فارس" على التمييز للنوع الذي أوجب له فيه المدح، والمعنى: فأبرحت، أي: بالغت وتناهيت في الفروسية، وأصل أبرحت من البراح وهو المتسع من الأرض المنكشف، أي: تبين فضلك بتبيين البراح من الأرض وما نبت فيه. فإذا تبددت الخليل، أي: تفرقت للغارة، ردها وحمي منها. والشزر: الطعن في جانب، فإن كان مستقيما فهو من اليسر. والشزر أشد منه لأن مقاتل الإنسان فيه جانبيه. وقد استشهد به: على أن الكوفيين قالوا: أن "أفعل" بدون من صيغ التعجب.
وانظر المقتضب ٢/ ١٥١، ورواه: ومرة يرميهم إذا ما تبدوا.. والأصمعيات/ ٢٣٧، الأغاني ١٤/ ٣١٥، والخزانة ٣/ ٥١٨، وشروح سقط الزند ١/ ٢٤٨. والديوان تحقيق د. يحيى الجبوري/ ٧١.
٢ انظر الكتاب ١/ ١٩٩.
٣ من شواهد سيبويه ١/ ٢٩٩، على نصب "ربا وجارا" على التمييز، والمعنى: أبرحت من رب ومن جار، أي: بلغت غاية الفضل في هذا النوع. وأراد بالرب الملك الممدوح، وكل من ملك شيئا فهو ربه. يشير إلى ابنته التي تحدث عنها تقول له وقد حزم أمره على الرحلة لممدوحه، أي أب كنت لي أعتز برعايته، وأي جار كنت أجد الأنس في قربه.
وضبط صاحب اللسان تاء الفاعل في "أبرحت" بالكسر بناء على أن هذا خطاب لابنته ولكن الرواية في الديوان تدل على أنه من ابنته له، وكذا فعل ابن السراج.
وانظر: نوادر أبي زيد/ ٥٥، والتهذيب ٥/ ١٩، وشرح الحماسة ٣/ ١٢٦٣، والحماسة/ ٣٣٤، وجمهرة الأمثال للعسكري ١/ ٢٠٥، والفاخر للمفضل بن سلمة / ٢١٤، وشروح سقط الزند ١/ ٢٤٨. والجمهرة ١/ ١٦، وارتشاف الضرب/ ٢٤٤، والديوان/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>