للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قحطان والقول فيه كالقول في ثمود وعاد، والأغلب فيه أنه الأب، والأكثر في القراءة: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَة} ١، و {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ} ٢، وتقول: هو اسم امرأة وهي أمهم٣ وليس هذا بالبعيد، قال النابغة الجعدي:

مِنْ سبأَ الحاضرينَ مأَرب إذْ ... يبنونَ من دونِ سيلهِ العَرِما٤

مأرب: موضع, والعرمُ: هذا الذي يسمى السكر، والسكر فهو من قولك: سميته سكرًا, والسِّكْرُ: اسم الموضع وتقول: كل أفعل يكون وصفًا٥، وكل أفعل يكون اسمًا، وكل أفعل أردت به الفعل [نصب أبدًا] ٦ لأنَّ "كل" لا يليها اسم علم إلا أن تريد كل أجزائه, فأما إذا وليها اسم مفرد يقوم مقام الجمع فلا يكون إلا نكرة, وقد بينتُ ذا فيما تقدم, وتقول: أفعل إذا [كان] ٧ وصفًا فقصته كذا، فتترك صرفه, كما تترك صرف أفعل إذا كان معرفة, وإنما صار معرفة لأنك إذا أردت هذا البناء فقط وهذا الوزن فصار مثل زيد الذي يدل على شيء بعينه, ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول: الأفعل وإذا كان كذا, فقضيته كذا؛ لأنه لا ثاني له


١ سبأ: ١٥.
٢ النمل: ٢٢.
٣ انظر الكتاب ٢/ ٢٨، قال سيبويه: وكان أبو عمرو لا يعرف سبأ يجعله اسمًا للقبيلة.
٤ من شواهد سيبويه ٢/ ٢٨، على ترك صرف سبأ حملا على معنى القبيلة والأم، ولو أمكنه الصرف على معنى الحي والأب لجاز، وقد قرئ بالوجهين.
ومأرب: أرض باليمن، والحاضر: المقيم على الماء، والمحاضر: مياه العرب التي يقيمون عليها، والعرم: جمع عرمة وهي السد، ويقال لها السكر والمسناة. انظر: الإنصاف ٢٦٥, واللسان ١٥/ ٢٩٠, والرواية: شرد بدل يبنون.
٥ قال سيبويه في باب ما ينصرف من الأمثلة وما لا ينصرف: تقول: كل أفعل يكون وصفًا لا تصرفه في معرفة ولا نكرة. انظر الكتاب ٢/ ٥.
٦ زيادة من سيبويه ٢/ ٥ لإيضاح المعنى.
٧ أضفت كلمة "كان" للمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>