للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا فيما ينون, فأما ما لا ينون في الكلام وقد فعلوا به كفعلهم بما ينون, فقول جرير في الرفع:

مَتى كَانَ الخِيَامُ بِذِي طُلُوحٍ ... سُقِيتِ الغَيْثَ أيَّتُها الخِيَامُو١

وقال في الجر:

أَيْهَاتَ مَنْزِلُنَا بِنَعْفِ سُوَيقَةٍ ... كَانَتْ مُبَارَكةً مِنَ الأَيامِي٢

وفي النصب:

أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ والعِتَابَا٣ ... وقُولِي: إنْ أَصَبْت لَقَد أَصَابَا٤

فهذا وجهٌ.

الثاني: ناس كثيرون من بني تميم يُبدلون مكانَ المدةِ النونَ فيما ينونُ ولا ينونُ لمَّا لم يريدوا الترنم, يقولون:


١ من شواهد سيبويه أيضًا ٢/ ٢٩٨ على وصل القافية بالواو مع الألف اللام. وذي طلوح: اسم موضع، وسمي بما فيه من الطلح وهو الشجر.
وانظر: التصريف ١/ ٢٢٤, والحماسة ٦١٧, وشرح السيرافي ١/ ٢٠١, والارتشاف ٣٠٢, والجمهرة ٢/ ١٧١, والعمدة ٢/ ٣٨.
٢ من شواهد الكتاب ٢/ ٢٩٩ على وصل القافية بالياء في الجر، وأيهات لغة في هيهات، وروي في الخصائص:
هيهات منزلنا ...
ونعف سويقة: موضع، وقوله: مباركة, أي: كانت تلك الأيام التي جمعتنا ومن نحب، فأضمرها ولم يجر لها ذكرًا لما جاء بعد ذلك من التفسير. والبيت لجرير، وانظر شرح السيرافي ٥/ ٤٧٧، والخصائص ٣/ ٤٣, وابن يعيش ٣/ ٦٧، والعيني ١/ ٣٨.
٣ من شواهد سيبويه ٢/ ٢٩٨، على إجراء المنصوب وفيه الألف واللام مجرى ما لا ألف فيه ولا لام؛ لأن المنون وغير المنون في القوافي سواء. والبيت لجرير أيضًا وهو مطلع قصيدة مشهورة يهجو فيها الراعي النميري. وانظر المقتضب ١/ ٢٤٠, والخصائص ١/ ١٧١، وشرح السيرافي ١/ ١٣٤, والمنصف ١/ ٢٢٤, والنقائض ٤٣٢, والحجة لأبي علي الفارسي ١/ ٥٤, والديوان ٦٤.
٤ زيادة من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>