للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يظهر وأصحابنا١ يجيزون: غلامه كان زيد يضرب, فينصبون الغلام "بيضرب" ويقدمونه, لأن كلَّ ما جاز أن يتقدم من الأخبار جاز تقديم مفعوله, فلو قلت: غلامه ضرب زيد كان جيدًا٢, فكان هذا بمنزلة: ضرب زيد غلامه.

ولو رفعت الغلام, كان غير جائز, لأنه إضمار قبل الذكر٣ فلا يجوز أن ينوي به/ ٧٣ غيره فإن قال قائل: فأنت إذا نصبت فقد ذكرته قبل الاسم؟ قيل له٤: إذا قدم ومعناه التأخير فإنما تقديره والنية فيه أن يكون مؤخرًا, وإذا كان في موضعه لم يجز أن تعني٥ به غير موضعه, ألا ترى أنك تقول: ضرب غلامه زيد, لأن الغلام في المعنى مؤخرًا, والفاعل على الحقيقة قبل المفعول٦, ولكن لو قلت: ضرب غلامه زيدًا, لم يجز لأن الغلام فاعل وهو في موضعه, فلا يجوز أن تنوي به غير ذلك الموضع٧,


١ أي البصريون: قال المبرد: ولو قلت: غلامه كان زيد يضرب، كان جيدا أن تنصب الغلام بـ"يضرب" لأن كل ما جاز أن يتقدم من الأخبار جاز تقديم مفعوله. انظر: المقتضب ٤/ ١٠١.
٢ انظر المقتضب ٤/ ١٠٢.
٣ عاد على متأخر لظفا ورتبة، وهذا غير جائز.
٤ أضيفت "له" لأن المعنى يقتضيها.
٥ أي تنوي به.
٦ عاد على متأخر لفظا لا رتبة، وهذا جائز.
٧ في المقتضب ٤/ ١٠٢ "ولو قلت: ضرب غلامه زيدا" كان محالا: لأن الغلام في موضعه. لا يجوز أن تنوي به غير ذلك الموضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>