وقال ابن كثير رحمه الله: ومن روى عنه - أي ابن عباس - بالبصر فقد أغرب؛ فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم. وقول البغوي في تفسيره: وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس والحسن وعكرمة فيه نظر والله أعلم. أهـ. تفسير القرآن العظيم ٧/٤٢٤. وقال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على الصحاوية ص ٢١٣: لكن لم يرد نص بأنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه، بل ورد ما يدل على نفي الرؤية، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه"، وفي رواية "رأيت نوراً ". - ثم المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا مجرد حصول العلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالله على الدوام، بل مراد من أثبت له أنه رآه بقلبه أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين لغيره. وانظر: الشفا للقاضي عياض ١/٢٥٧-٢٦٦، وتفسير الطبري ٢٧/٤٧-٤٨، وتفسير البغوي ٧/٤٠٣-٤٠٤، وفتح الباري ٨/٦٠٨-٦٠٩، وتفسير ابن كثير ٧/٤٢٣-٤٢٨. ١ فتح الباري ٨/٦٠٥. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل ١٧٦/ ب به سندا ومتنا. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق ٤/٣٢٣ بسنده إلى سعيد بن منصور، به. وأخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق ٤/٣٢٣ عن عمرو بن عون، عن هشيم، به.