هذا مجموع من عدة أحاديث أخرجها مسلم، وساقها ابن عبد البر - كما نقل عنه ابن حجر - بسياق واحد. فأخرج رقم٢٣٥٩-١٣٤ - في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم - من حديث أنس بن مالك، ولفظه "قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء. فخطب فقال: "عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا"، قال: فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه، قال: غطوّا رءوسهم، ولهم حنين، قال: فقام عمر، فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، قال: فقام ذاك الرجل فقال: من أبي؟ قال: "أبوك فلان"، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ". وأخرج رقم٢٣٥٩-١٣٧ من حديث أنس أيضا، ولفظه قال: "أن الناس سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال: "سلوني لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم" فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر قال أنس فجعلت ألتفت يمينا وشمالا فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي فأنشأ رجل من المسجد كان يلاحى فيدعى لغير أبيه فقال: يا نبي الله من أبي؟ قال: "أبوك حذافة" ثم أنشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا عائذا بالله من سوء الفتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم أر كاليوم قط في الخير والشر إني صورت لي الجنة والنار فرأيتهما دون هذا الحائط". وأخرجه رقم٢٣٦٠-١٣٨ من حديث أبي موسى قال: "قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن =