للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١٨٠١] وروى ابن المنذر من طريق سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد في قوله {إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} قال: القرآن. وفي قوله {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} : الإسلام ١.

قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الآية: ٢٥

[١٨٠٢] ذكر السدي في تفسيره عن مرة عن ابن مسعود أنه يستثنى من عدم مؤاخذة من وقع منه الهم بالمعصية ما يقع في الحرم المكي ولو لم يصمم لقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} ٢.

قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} الآية: ٢٦

[١٨٠٣] وروى ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما كان زمن الطوفان رفع البيت، وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون


١ فتح الباري ٨/٤٤١. ذكره البخاري عنه تعليقا.
وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/٢٤ ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
٢ فتح الباري ١١/٣٢٨.
لم أجده بهذا اللفظ، وقريب منه ما أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٠٧ حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن السدي، أنه سمع مُرة يحدث عن عبد الله - يعني ابن مسعود - في قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} قال: لو أن رجلا أراد فيه بإلحاد بظلم، وهو بعدن أبين، أذاقه الله من العذاب الأليم". قال ابن كثير: وهذا من خصوصية الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر، إذا كان عازما عليه، وإن لم يوقعه. ثم استدل بحديث ابن مسعود هذا.
وقال القرطبي: ذهب قوم من أهل التأويل منهم الضحاك وابن زيد إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان يعاقب على ما ينويه من المعاصي بمكة وإن لم يعمله، وقد روي نحو ذلك عن ابن مسعود وابن عمر، فذكر هذا الحديث. ثم قال: وهذا صحيح. وقال أيضا: ومن نوى سيئة ولم يعملها لم يحاسب عليها إلا في مكة، هذا قول ابن مسعود وجماعة من الصحابة وغيرهم. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٢/٢٤، ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>