للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَمَلاً صَالِحاً} الآية [الفرقان:٧٠] ، فقال: هذا شرط شديد، فنزلت {قُلْ يَا عِبَادِيَ} الآية ... الحديث، وفيه "فقال الناس: يا رسول الله، إنا أصبنا ما أصاب وحشي، فقال: "هي للمسلمين عامة" ١.

[٢٣٦١] وروى ابن إسحاق في "السيرة" قال: حدثني نافع عن ابن عمر


١ فتح الباري ٨/٥٥٠.
أخرجه الطبراني في الكبير ج١١/رقم١١٤٨٠ حدثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إسحاق ابن الأركون، ثنا أبين بن سفيان، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره مطولا. ولفظه "قال: ابعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، وأنا قد صنعت ذلك؟ فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله عز وجل:
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} فقال وحشي: يا محمد هذا شرط شديد، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فلعلي لا أقدر على هذا، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فقال وحشي: يا محمد أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله عز وجل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قال وحشي: هذا فجاء فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله ... الحديث.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/١٠٣-١٠٤ وقال: وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي.
وأصل هذا الحديث مخرج في البخاري، ولكن لم يسم قائل ذلك، ففيه "قال ابن عباس: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفّارة، فنزلت {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} ونزل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} " صحيح البخاري، رقم٤٨١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>