للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٧ - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت علي بن قتادة يقول سمعت علي بن عبد الرحمن يقول: وقد سئل عن الفرق بين الحب والعشق فقال: الحبّ لذّة تعمي عن رؤية غير المحبوب فإذا تناهي سمّي عشقا وهو قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «حبّك الشيء يعمي ويصمّ».

٤٥٨ - وأخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت ذا النون يقول: الشوق أعلى الدرجات، وأعلى المقامات، إذا بلغها العبد استبطأ الموت شوقا إلى ربّه، وحبّا للقائه والنظر إليه.

٤٥٩ - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عبد الله بن محمد الرازي يقول: كتبت من كتاب أبي عثمان وذكر أنّه من كلام شاه قال: مقام المحبّين شوقهم إلى محبوبهم وطلبهم رضاه حرصهم على خدمته.

وبهذا الإسناد عن شاه قال: المشتاقون على عشر مقامات تعلّق القلب به، وطيران الصدر إليه، والحركة عند ذكره، والأنس بالوحدة، والهرب من الألفة، والتدبّر لمعاني كلام الرحمن، والبكاء على النفس في الخلوة، والاستغاثة به، والتعرض لمناجاته، وأظنّه قال: والاشتياق للقائه.

وقال أبو عثمان: الشوق هو المحبّة؛ من أحبّ الله اشتاق إلى لقائه.

وقال أبو عثمان في قوله تعالى:

{فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ} [العنكبوت:٥].

قال: هذه تعزية للمشتاقين معناه: إنّي أعلم أنّ اشتياقكم إليّ غالب، وإنّي قد أجلت للقائكم أجلا وعن قريب يكون وصالكم إلى من تشتاقون إليه.

وقال أبو عثمان: بقدر ما يصل إلى قلب العبد من السرور بالله يشتاق إليه، وعلى قدر شوقه يخاف من بعده وطرده.

٤٦٠ - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت علي بن بندار يقول سمعت: محفوظا يقول: سمعت أبا حفص يقول: صدق حبّ الله أن تخاف سرّه فيك في غيب الأزل على ما جبلك وفطرك وفي أيّ ديوان كتب اسمك.

<<  <  ج: ص:  >  >>