قال الحليمي رحمه الله، ومعناه التصديق بأن لأيّام الدنيا آخرا أي أنّ هذه الدّنيا منتقضة وهذا العالم منتقض يوما صنعه، منحلّ وقتا تركيبه، وفي الاعتراف بانقضائه اعتراف بابتدائه لأن القديم لا يفنى ولا يتغيّر.
قال: وفي اعتقاده وانشراح الصدر به ما يبعث على فضل الرّهبة من الله- تعالى جدّه-وقلّة الرّكون إلى الدّنيا، والتهاون بأحزانها ومصائبها، والصبر عليها وعلى مضض الشهوات واحتسابا وثقة بما عند الله-تعالى جدّه-عنها من حسن الجزاء والثواب وقد ذكره الله عزّ وجلّ في كتابه فقال:
٢٥٤ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو بكر بن محمد الصوفي، ثنا عبد الصمد بن الفضل، ثنا عبد الله بن يزيد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر فذكره.
قال الحليمي رحمه الله، وقد أخبر الله عزّ وجلّ على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم:
أنّه مفني ما على الأرض، ومبدّل الأرض غير الأرض، وأنّ الشمس تكوّر، والبحار تسجّر، والكواكب تنتثر، والسماء تتفطر، وتصير كالمهل، فتطوى كما يطوى الكتاب، وانّ الجبال تصير كالعهن المنفوش، وينسفها ربي