للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل

وإذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال

لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة فإنّ المحاسبة لتقرير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها قال الله عزّ وجلّ:

{وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً} [الأنبياء:

٤٧].

وقال: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

{وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ} [الأعراف:٨،٩].

وقال: {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ} إلى قوله: {وَهُمْ فِيها كالِحُونَ} [المؤمنون:١٠١ - ١٠٤].

وقال: {فَأَمّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ} [القارعة:٦]. إلى آخر السورة.

وقد ورد ذكر الميزان في حديث الإيمان فالإيمان به كالإيمان بالبعث وبالجنة وبالنار وسائر ما ذكر معه.

٢٧٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله المنادي، ثنا يونس بن محمد، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم سئل عن الإيمان قال:

«الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالجنّة والنّار والميزان، وتؤمن بالبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه». قال: يعني السائل إذا فعلت هذا فأنا مؤمن؟ قال «نعم» قال: صدقت.

قال البيهقي رحمه الله في الآية التي كتبناها دلالة على أن أعمال الكفار توزن لأنّه قال في آية أخرى:

{بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ} [الأعراف:٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>