للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لي أبوان وكان أبي كثير المال كثير المعروف كثير الفضل أو قالت: كثير الصدقة ولم يكن عند أمي من ذلك شيء لم أرها تصدقت بشيء قط غير أنا نحرنا بقرة فأعطت مسكينا شحمة في يده وكسته خرقة فماتت أمي ومات أبي فرأيت أبي على نهر يسقي الناس فقلت: يا أبتاه هل رأيت أمي فقال: لا أو ماتت؟ فقلت:

نعم فذهبت ألتمسها فوجدتها قائمة عريانة ليس عليها إلا تلك الخرقة وتلك الشحمة في يدها وهي تضرب بيدها على يدها الأخرى ثم تمص أثرها وتقول:

واعطشاه. فقلت لها: يا أمّه ألا أسقيك؟ قالت: بلى. فذهبت إلى أبي فأخذت إناء من عنده فسقيتها فيه فتنبه بي بعض من كان قائما فقال: من سقاها أشل الله يده. قالت: فاستيقظت وقد شلت يدي.

[فصل في الاستعفاف عن المسألة]

٣٥٠٣ - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد الدارمي نا القعنبي فيما قرأ على مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده قال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد من عطاء هو خير وأوسع من الصبر. أخرجاه في الصحيح من حديث مالك.

٣٥٠٤ - أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود عن شعبة أخبرني أبو جمرة قال: سمعت هلال بن حصين يقول: قدمت المدينة فنزلت على أبي سعيد في داره فضمني وإياه المجلس فسمعته يحدث قال: أصابني جوع على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى شددت على بطني حجرا.

فقالت لي امرأتي: لو أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسألته فقد أتاه فلان فسأله فأعطاه وأتاه فلان فسأله فأعطاه فقلت: لا أسأله حتى لا أجد شيئا فالتمست فلم أجد شيئا


٣٥٠٣ - أخرجه المصنف من طريق مالك (ص ٩٩٧).
وأخرجه البخاري في الزكاة باب الاستعفاف في المسألة ومسلم في الزكاة باب فضل التعفف والصبر.
٣٥٠٤ - أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (٢٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>