للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب الدليل على أن الطاعات كلها إيمان]

قال الله عزّ وجلّ في وصف المؤمنين:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً} إلى قوله: {أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا .. }. [الأنفال:٢ - ٤].

فأخبر أن المؤمنين هم الذين جمعوا هذه الأعمال. فدل ذلك على أنها من جوامع الإيمان.

قال الحليمي رحمه الله تعالى:

إذا ثبت لك أن الموصوفين في هذه الآية إنما استوجبوا اسم المؤمنين حقا لمكان الأعمال التي وصفهم الله تعالى بها، ولم تكن الأعمال المتعبّد بها هذه وحدها-صحّ أن المراد بذكرها هي وما في معناها من الأعمال المفروضة أو المندوب إليها. «فالصلاة» إشارة إلى الطاعات التي تقام بالأبدان خاصة، «والإنفاق مما رزق الله» إشارة إلى الطاعات التي تقام بالأموال، و «وجل القلب» إشارة الاستقامة من كل وجه. ويدخل فيها إقامة الطاعات والانزجار عن المعاصي.

قال:

والآية فيمن إذا ذكر الله وجل قلبه، وليس ارتكاب المعاصي، ومخالفة الأوامر من امارات الوجل. والآية فيمن إذا تليت عليه آيات الله زادته إيمانا، وليس التخلّف عن الفرائض والقعود عن الواجبات اللوازم من زيادة الإيمان بسبيل، فصحّ أن الذين نفينا أن يكونوا مؤمنين حقا، وأوجبنا أن يكونوا ناقصي الإيمان، غير داخلين في الآية.

قال الله عزّ وجلّ:

{وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ} [الحجرات:٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>