للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البيهقي رحمه الله: فأبان المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بهذا أنّ حبّ الله وحبّ رسوله من الإيمان؛ وأبان بما قبله أنّ ترك متابعته تدل على خلاف المحبّة، وفي ذلك دلالة على وجوب المحبة ووجوب ما تقتضيه المحبّة من المتابعة والموافقة.

٤٠٦ - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، قال: سمعت عبد الرحمن بن أحمد يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول دخل البصري على أبي عباس بن سريج فقال له ابن سريج: أين تعرف في نصّ الكتاب أنّ محبة الله فرض؟ فقال: لا أدري ولكن يقول القاضي. فقال له: قوله عزّ وجلّ:

{قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ} -إلى قوله - {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا} [التوبة:٢٤].

والوعيد لا يكون إلاّ على ترك فرض.

٤٠٧ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخيّاط، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحبّ إليكم من الله عز وجل، ومن أحبّ القرآن فقد أحبّ الله عز وجل.

[معاني المحبة]

قال الحليمي رحمه الله: محبّة الله اسم لمعان كثيرة.

أحدها: الاعتقاد أنّه، عزّ اسمه، محمود من كلّ وجه، لا شيء من صفاته إلاّ وهو مدحه له.

الثاني: الاعتقاد أنّه محسن إلى عباده، منعم متفضّل عليهم.

والثالث: اعتقاد أنّ الإحسان الواقع منه أكبر وأجلّ من أن يقضي قول العبد وعمله وإن حسنا وكثرا شكره.

والرابع: أن لا يستقلّ العبد قضاياه، ويستكثر تكاليفه.

والخامس: أن يكون في عامة الأوقاف مشفقا وجلا من إعراضه عنه،

<<  <  ج: ص:  >  >>