للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه وتفاضل

أهل الإيمان في إيمانهم

وهذا يتفرّع على قولنا في الطاعات إنها إيمان، وهو أنها إذا كانت إيمانا كان تكاملها بكمال الإيمان وتناقصها تناقص الإيمان، وكان المؤمنون متفاضلين في إيمانهم، كما هم متفاضلون في أعمالهم، وحرم أن يقول قائل: إيماني وإيمان الملائكة والنبيّين-صلوات الله عليهم أجمعين-واحد. قال الله عزّ وجلّ:

{لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ} [الفتح:٤].

وقال: {وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً} [الأنفال:٢].

وقال: {وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:١٢٤].

وقال: {وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً} [المدثر:٣١].

فثبت بهذه الآيات أنّ الإيمان قابل للزيادة، وإذا كان قابلا للزيادة فعدمت الزيادة، كان عدمها نقصانا على ما مضى بيانه، ودلّت السّنّة على مثل ما دلّ عليه الكتاب.

٢٦ - أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الزاهد، ثنا السّريّ بن خزيمة الأبيوردي ثنا عبد الله بن يزيد هو المقرئ، ثنا سعيد-هو ابن أبي أيوب-، حدثني محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

«أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا».


٢٦ - لينظر من هو (أبو بكر محمد بن عمر بن حفص).
والحديث أخرجه أحمد ٢/ ٥٢٧ عن عبد الله بن يزيد عن سعيد عن ابن عجلان به.
والحاكم ١/ ٣ عن طريق عبد الله بن محمد بن أبي ميسرة عن عبد الله بن يزيد المقري به مرفوعا وسكت عليه وصححه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>