العباس، يقول أنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، ثنا أبو جعفر الشامي، ثنا عبد الله بن عاصم الهروي أنّ شيخا دخل على عبد الله بن المبارك فرآه على وسادة خشنة مرقعة قال: فأردت أن أقول له فرأيت به من الخشية حتّى رحمته فإذا هو يقول قال الله عزّ وجلّ:
وقد يجد الناس في أنفسهم الخوف من أشياء كثيرة، مثل خوف الوالد من موت ولده، أو ذهاب ماله، أو الغرق، أو الحرق، أو الهدم، أو ذهاب السّمع والبصر، أو الوقوع بيد السلطان الجائر، أو الابتلاء بسبع، أو عدوّ من كان، وما يشبه ما ذكرنا من أصناف المكاره إلاّ أنّ هذا ينقسم إلى محمود ومذموم.
فالمحمود أن يكون الخوف من هذه الأمور لما يمكن أن يكون تحتها من سخط الله-عزّ وجلّ ثناءه-فإنّها قد تكون عقوبات ومؤخذات. فمن خافها،