والآخر: إنزالهم منازلهم، وإثبات أنّهم عباد الله وخلقه كالإنس والجنّ مأمورون مكلّفون لا يقدرون إلاّ على ما يقدرهم الله تعالى عليه، والموت جائز عليهم ولكن الله تعالى جعل لهم أمدا بعيدا، فلا يتوفّاهم حتى يبلغوه، ولا يوصفون بشيء يؤدّي وصفهم به إلى إشراكهم بالله تعالى جدّه، ولا يدعون آلهة كما ادّعتهم الأوائل.
والثالث: الاعتراف بأنّ منهم رسل الله يرسلهم إلى من يشاء من البشر.
وقد يجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض، ويتبع ذلك الاعتراف بأن منهم حملة العرش، ومنهم الصافّون، ومنهم خزنة الجنّة، ومنهم خزنة النّار، ومنهم كتبة الأعمال، ومنهم الّذين يسوقون السّحاب، وقد ورد القرآن بذلك كله أو بأكثره. قال الله تعالى في الإيمان بهم خاصة: