فجعلنا نكرع فيها فقال: لا تكرعوا فيها ولكن اغسلوا أيديكم واشربوا منها فليس من إناء أطيب من اليد. لفظ حديث ابن يوسف وفي الرواية الأولى: كنا في سفر فانتهينا إلى بركة من ماء سماء فكرعنا ٢ فيها فنهى النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم قال:
«اغسلوا أيديكم ثم اشربوا منها فإنها أنظف آنيتكم أو أطيب آنيتكم».
قال الإمام أحمد: ويحتمل أن يكون النهي لتنحية الأذى عن الشارب ولئلا يرسل الشارب نفسه فيه إن كان الماء في حوض صغير أو مستنقع فيمتنع غيره من الشرب منه تقذرا، والكرع جائز في الجملة بدليل ما:
٦٠٣١ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ثنا علي بن الحسين بن الجنيد ثنا المعافى بن سليمان ثنا فليح عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له فسلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه فرد الرجل قال: وهي ساعة حارة وهو يحول الماء في حائطه فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شن وإلا كرعنا والرجل يحول الماء في حائطه».
فقال الرجل: عندي يا رسول الله ماء بايت فانطلق إلى العريش قال:
فانطلق بهما إلى العريش فسكب في قدح ثم حلب عليه من داجن له فشرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم عاد فشرب الرجل الذي جاء مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن صالح عن فليح.
[استعذاب الماء]
٦٠٣٢ - أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا عمرو بن عون أنا عبد العزيز الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستقي له الماء العذب من السقاء. وحكى أبو داود السجستاني عن أحمد بن حنبل أنه أنكر هذا الحديث، وقال الدراوردي كتابه أصح من حفظه، يريد أنه حدث به حفظا.