دام لم يجد المنافقون إلى باطن السور سبيلا، فليس إلاّ أن يقذفوا من أعلى الصراط، يهوون إلى الدرك الأسفل من النار. هذا باستهزائهم بالمؤمنين في دار الدنيا كما شرحنا في «كتاب الأسماء والصفات».
والمراد به في هذا الموضع الدخول، كذلك قوله «إلاّ واردها» والمراد به الدخول وذلك حين جادله نافع بن الأزرق، قال لنافع بن الأزرق: أمّا أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج أم لا؟.
وروي عن عبد الله بن السائب عّمن سمع ابن عباس يقول هم الكفار ولا يردها مؤمن. وهذا منقطع والرواية الأولى عن ابن عباس أكثر وأشهر، وروينا عن عبد الله بن رواحة أنه بكى وبكت امرأته لبكائه وقال: إنّي أعلم أنّي وارد النار ولا أدري أناج منها أم لا.
وروى السدي عن مرّة الهمداني عن عبد الله بن مسعود أنّه حدّثهم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:«يرد الناس النّار ثم يصدرون بأعمالهم».
وفي رواية أخرى عنه عن مرّة عن عبد الله قال: يدخلونها أو قال: يلجونها ثم يصدرون منها بأعمالهم.
وفي رواية أبي الأحوص عن عبد الله {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها} قال: