للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين فإن قارئها يتعجل بقرائتها الإحتراز مما يخشى والاعتصام بالله جل ثناؤه ويتأدى بتلاوتها منه لله تعالى عبادة لما فيها من ذكر الله تعالى جده بالصفات العلى على سبيل الاعتقاد لها وسكون النفس إلى فضل ذلك الذكر ويمنه وبركته.

فأما آيات الحكم فلا تقع بنفس تلاوتها إقامة الحكم وإنما يقع بها علم وإذكار فقط، وكان ما قدمناه قبلها أحق باسم الخير والأفضل والله أعلم.

ثم لو قيل في الجملة أن القرآن خير من التوراة والإنجيل والزبور (بمعنى) أن التعبد بالتلاوة والعمل واقع به ودونها والثواب يجب بقرأته لا بقرأتها أو أنه من حيث الإعجاز حجة النبي صلّى الله عليه وسلّم المبعوث به وتلك الكتب لم تكن معجزه ولا كانت حجج أولئك الأنبياء بل كانت دعوتهم والحجج غيرها لكان ذلك أيضا نظير ما مضى ذكره والله أعلم. وقد يقال أن سورة أفضل من سورة لأن الله تعالى إعتد قرأتها كقراءة أضعافها فما سواها وأوجب لها من الثواب ما لم يوجب لغيرها وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا كما يقال أن يوما أفضل من يوم وشهرا أفضل من شهر بمعنى أن العبادة فيه تفضل على العبادة في غيره والذنب فيه يكون أعظم منه في غيره وكما يقال أن الحرم أفضل من الحل لأنه يتأدى فيه من المناسك ما لا يتأدى في غيره والله أعلم.

فصل في

الاستشفاء بالقرآن

٢٥٧٢ - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا أبو سهل بن زياد [القطان] (١) ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة فأتينا على رجل لديغ في جهينة فداووه فلم ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا بكم (لعل أن يكون) (٢) عندهم شيء ينفع فقالوا أيها الرهط [إن] (٣) سيدنا لديغ فابتغينا له


٢٥٧٢ - (١) ما بين المعكوفين سقط من (أ).
(٢) في (ب): لعله يكون.
(٣) ما بين المعكوفين سقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>