قال الله تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ}[الآية ٢٢ من سورة محمد].
فجعل قطع الأرحام من الإفساد في الأرض ثم اتبع ذلك الإخبار بأن ذلك من فعل من حقت عليه لعنته فسلبه الانتفاع بسمعه وبصره فهو يسمع دعوة الله ويبصر آياته وبيناته فلا يجيب الدعوة ولا ينقاد للحق كأنه لم يسمع النداء ولم يقع له من الله البيان وجعله كالبهيمة أو أسوء حالا منها فقال:
{أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ}[الآية ٢٣ من سورة محمد].
{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ» [الآية ٢٥ من سورة الرعد].
فقرن وصل الرحم وهو الذي أمر الله به أن يوصل بخشيته والخوف من حسابه والصبر عن محارمه وإقام الصلاة وايتاء الزكاة لوجهه وجعل ذلك كله من فعل أولي الألباب ثم وعد به الجنة وزيارة الملائكة إياهم فيها وتسليمهم عليه ومدحهم له.