وكل ذلك قول مجمل على التفصيل الذي سأذكره للدعاء. وإذا استحكم لرجاء حدث عنه من التخشّع والتذلّل نحو ما يحدث عن الخوف إذا استحكم، لأن الخوف والرجاء متناسبان. إذ الخائف في حال خوفه يرجو خلاف ما يخافه، ويدعو الله عزّ وجلّ به، ويسأله إيّاه، والراجي في حال رجائه خائف ما يرجو، ويستعيذ بالله منه، ويسأله صرفه، ولا خائف إلاّ وهو راج، ولا راجي إلاّ وهو خائف-وبسط الكلام فيه إلى أن قال-ولأجل تناسب الأمرين قرن الله تعالى بهما في غير آية من كتابه فقال: