للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحب" قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث (١).

وفي رواية (٢) عن أنس أنه قال: إني أحب (٣) رسول الله ، وأحب أبا بكر وعمر، (٤) وأرجو أن الله يبعثني الله معهم وإن لم أعمل كعملهم (٥).

وقال الإمام مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون (٦) الكوكب الدري الغابر من (٧) الأفق من المشرق أو المغرب لِتَفَاضُلِ ما بينهم". قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".

أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك (٨) ولفظه لمسلم.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا فزارة، أخبرني فُلَيْح، عن هلال -يعني ابن علي-عن عطاء، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله قال: "إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون -أو تَرون-الكوكب الدري الغارب في الأفق والطالع في تفاضل الدرجات". قالوا: يا رسول الله، أولئك النبيون؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".

قال الحافظ الضياء المقدسي: هذا الحديث على شرط البخاري (٩) والله أعلم.

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن عمار الموصلي، حدثنا عُفَيْف بن سالم، عن أيوب بن عُتْبة (١٠) عن عطاء، عن ابن عمر قال: أتى رجل من الحبشة إلى رسول الله يسأله، فقال له رسول الله : "سَلْ واسْتَفْهِمْ". فقال: يا رسول الله، فُضِّلتُم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنتُ بما آمنتَ به، وعملتُ مثلَ ما عملتَ به، إني لكائن معك في الجنة؟ قال رسول الله : "نعم، والذي نفسي بيده إنه ليضيء بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام" قال: ثم قال رسول الله : "من قال: لا إله إلا الله، كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله وبحمده، كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة" فقال رجل: كيف نهلك بعدها يا رسول الله؟ فقال رسول الله : "إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته" ونزلت هذه الآيات (١١) ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ إلى قوله: ﴿نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ [الإنسان: ١ - ٢٠] فقال الحبشي: وإن عيني لتريان ما ترى عيناك في الجنة؟ فقال النبي : "نعم". فاستبكى حتى فاضت نفسه، قال ابن عمر: لقد


(١) رواه البخاري في صحيحه برقم (٦١٦٧) ورواه مسلم في صحيحه برقم (٢٦٣٩).
(٢) في د: "وفي لفظ".
(٣) في أ: "لأحب".
(٤) في ر: "عنهم".
(٥) صحيح مسلم برقم (٢٦٣٩).
(٦) في أ: "يتراءون".
(٧) في أ: "في".
(٨) صحيح البخاري برقم (٣٢٥٦) وصحيح مسلم برقم (٢٨٣١).
(٩) المسند (٢/ ٣٣٩).
(١٠) في النسخ: "أيوب عن عتبة" وهو تحريف.
(١١) في ر، أ: "السورة".