للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تفسير سورة الإخلاص]

وهي مكية.

ذكر سبب نزولها وفضيلتها (١)

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعد محمد بن مُيَسّر الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي، حدثنا الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب: أن المشركين قالوا للنبي : يا محمد، انسب لنا ربك، فأنزل الله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ (٢).

وكذا رواه الترمذي، وابن جرير، عن أحمد بن منيع -زاد ابن جرير: ومحمود بن خِدَاش -عن أبي سعد محمد بن مُيَسّر به (٣) -زاد ابن جرير والترمذي-قال: " الصَّمَدُ "الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله لا يموت ولا يورث، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ ولم يكن له شبه (٤) ولا عدل، وليس كمثله شيء.

ورواه ابن أبي حاتم، من حديث أبي سعد (٥) محمد بن مُيَسّر، به. ثم رواه الترمذي عن عبد ابن حميد، عن عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، فذكره مرسلا ولم يذكر "أخبرنا". ثم قال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي سعد (٦).

حديث آخر في معناه: قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا سُرَيج (٧) بن يونس، حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر: أن أعرابيًا جاء إلى النبي ، فقال: انسب لنا ربك. فأنزل الله، ﷿: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "إلى آخرها. إسناده مقارب (٨).

وقد رواه ابن جرير عن محمد بن عوف، عن سُرَيج (٩) فذكره (١٠). وقد أرسله غير واحد من السلف.

وروى عُبيد بن إسحاق العطار، عن قيس بن الربيع، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: قالت قريش لرسول الله : انسب لنا ربك، فنزلت هذه السورة: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "


(١) في م، أ: "وفضلها".
(٢) المسند (٥/ ١٣٣).
(٣) سنن الترمذي برقم (٣٣٦٤) وتفسير الطبري (٣٠/ ٢٢١، ٢٢٣).
(٤) في م، أ: "له شبيه".
(٥) في م، أ: "سعيد".
(٦) سنن الترمذي برقم (٣٣٦٥).
(٧) في أ: "شريح".
(٨) في م: "إسناده متقارب".
(٩) في أ: "شريح".
(١٠) مسند أبي يعلى (٤/ ٣٨، ٣٩) وتفسير الطبري (٣٠/ ٢٢١)، ومجالد ضعيف في روايته عن الشعبي عن جابر.