للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن مسافر، حدثنا زيد بن المبارك الصنعاني، حدثنا سلام بن وهب الجَنَديّ، حدثنا أبي، عن طاوس، عن ابن عباس؛ أن عثمان بن عفان سأل رسول الله عن (بسم الله الرحمن الرحيم). فقال: "هو اسم من أسماء الله، وما بينه وبين اسم الله الأكبر، إلا كما بين سواد العينين وبياضهما (١) من القرب".

وهكذا رواه أبو بكر بن مَرْدُويه، عن سليمان بن أحمد، عن عليّ بن المبارك، عن زيد بن المبارك، به (٢).

وقد روى الحافظ ابن مَرْدُويه من طريقين، عن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن يحيى، عن مِسْعَر، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله : "إن عيسى ابن مريم أسلمته أمه إلى الكتَّاب ليعلمه، فقال المعلم: اكتب، قال (٣) ما أكتب؟ قال: بسم الله، قال له عيسى: وما باسم الله؟ قال المعلم: ما أدري (٤). قال له عيسى: الباء بَهاءُ الله، والسين سناؤه، والميم مملكته، والله إله الآلهة، والرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة".

وقد رواه ابن جرير من حديث إبراهيم بن العلاء الملقب: زِبْرِيق، عن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي مُلَيْكة، عمن حدثه، عن ابن مسعود، ومسعر، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبيّ ، فذكره (٥). وهذا غريب جدًا، وقد يكون صحيحًا إلى من دون رسول الله ، ويكون من الإسرائيليات لا من المرفوعات، والله أعلم.

وقد روى جُوَيبر (٦)، عن الضحَّاك، نحوه من قبله.

وقد روى ابن مَرْدُويه، من حديث يزيد بن خالد، عن سليمان بن بريدة، وفي رواية عن عبد الكريم أبي (٧) أمية، عن ابن بريدة، عن أبيه؛ أن رسول الله (٨) قال: "أنزلت عليّ آية لم تنزل على نبي غير سليمان بن داود وغيري، وهي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) " (٩).

وروي بإسناده عن عبد الكبير (١٠) بن المعافى بن عمران، عن أبيه، عن عمر بن ذَرّ، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، قال: لما نزل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الرياح، وهاج البحر، وأصغت البهائم بآذانها، ورُجِمت الشياطين من السماء،


(١) في جـ: "سواد العين وبياضها".
(٢) تفسير ابن أبي حاتم (١/ ١٢) ورواه الخطيب في تاريخه (٧/ ٣١٣)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٥٢) من طريق زيد بن المبارك به. وقال الذهبي في ترجمة سلام بن وهب في الميزان (٢/ ١٨٢): "أتى بخبر منكر، بل كذب" ثم ساق هذا الخبر.
(٣) في جـ: "فقال".
(٤) في جـ: "لا أدري".
(٥) تفسير الطبري (١/ ١٢١) ورواه ابن عدي في الكامل (١/ ٣٠٣) بمثل طريق الطبري وقال: "هذا حديث باطل الإسناد لا يرويه غير إسماعيل" أ. هـ. وانظر: حاشية الشيخ أحمد شاكر على تفسير الطبري.
(٦) في جـ: "جبير".
(٧) في جـ: "بن".
(٨) في جـ: "النبي".
(٩) ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق عبد الكريم بن أبي أمية، عن ابن بريدة، عن أبيه به مرفوعا، ورواه الدارقطني في السنن (١/ ٣١٠) من طريق عبد الكريم بن أبي أمية به، قال الحافظ ابن كثير: "هذا حديث غريب، وإسناده ضعيف" وسيأتي عند تفسير الآية: ٣٠ من سورة النمل.
(١٠) في هـ: "عبد الكريم" والتصويب من جـ، ط، ب، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم.