للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله (١) ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى﴾ [النجم: ٥٣]، ومن لم يمت حين سقط للأرض، أمطر الله عليه وهو تحت الأرض الحجارة، ومن كان منهم شاذا في الأرض يتبعهم في القرى، فكان الرجل يتحدث فيأتيه الحجر فيقتله، فذلك قوله (٢) ﷿: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾ أي: في القرى حجارة من سجيل. هكذا قال السدي.

وقوله: (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) أي: وما هذه النقمة ممن تَشَبَّه بهم في ظلمهم، ببعيد (٣) عنه.

وقد ورد في الحديث المروي في السنن (٤) عن ابن عباس مرفوعًا (٥) " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به" (٦).

وذهب الإمام الشافعي في قول عنه وجماعة من العلماء إلى أن اللائط يقتل، سواء كان محصنًا أو غير (٧) محصن، عملا بهذا الحديث.

وذهب الإمام أبو حنيفة [ إلى] (٨) أنه يلقى من شاهق، ويُتبَع بالحجارة، كما فعل الله بقوم لوط، والله أعلم بالصواب.

﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤)

يقول تعالى: ولقد أرسلنا إلى مدين -وهم قبيلة من العرب، كانوا يسكنون بين الحجاز والشام، قريبًا من بلاد معان، في بلد يعرف بهم، يقال لها "مدين" فأرسل الله إليهم شعيبا، وكان من أشرفهم (٩) نسبًا. ولهذا قال: (أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) يأمرهم بعبادة الله تعالى وحده، وينهاهم عن التطفيف (١٠) في المكيال والميزان (إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) أي: في معيشتكم ورزقكم فأخاف أن تُسلَبوا ما أنتم فيه بانتهاككم محارم الله، (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) (١١) أي: في الدار الآخرة.


(١) في ت، أ: "فذلك حين يقول".
(٢) في ت، أ: "قول الله".
(٣) في ت: "ببعد".
(٤) في ت، أ: "في السنن من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة".
(٥) في ت، أ: "عن رسول الله أنه قال".
(٦) سنن أبي داود برقم (٤٤٦٢) وسنن الترمذي برقم (١٤٥٦) وسنن ابن ماجة برقم (٢٥٦١)، وقال الترمذي: "وإنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي من هذا الوجه، وروى محمد بن إسحاق هذا الحديث عن عمرو بن أبي عمرو فقال: "ملعون من عمل عمل قوم لوط" ولم يذكر فيه القتل وذكر فيه: "ملعون من أتى بهيمة".
(٧) في ت، أ: "أو لم يكن محصنا".
(٨) زيادة من ت، أ.
(٩) في ت، أ: "أشرافهم".
(١٠) في أ: "الطفيف".
(١١) في ت: "عظيم".