للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه" (١).

﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦)

يقول تعالى [مخبرا] (٢) عن عظمته وكبريائه، وارتفاع عرشه العظيم العالي على جميع مخلوقاته كالسقف لها، كما قال تعالى: ﴿مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: ٣ - ٤]، (٣) وسيأتي بيان أن هذه مسافة ما بين العرش إلى الأرض السابعة، في قول جماعة من السلف والخلف، وهو الأرجح إن شاء الله [تعالى] (٤). وقد ذكر غير واحد أن العرش من ياقوتة حمراء، اتساع ما بين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة. وارتفاعه عن الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة. وقد تقدم في حديث "الأوعال" ما يدل على ارتفاعه عن (٥) السموات السبع بشيء عظيم.

وقوله: (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) كقوله تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا [فَاتَّقُونِ][النحل: ٢] (٦)، وكقوله: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * [بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين][الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥] (٧) (٨)؛ ولهذا قال: (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: (يَوْمَ التَّلاقِ) اسم من أسماء يوم القيامة، حذر منه عباده.

وقال ابن جُرَيج: قال ابن عباس: يلتقي فيه آدم وآخر ولده.

وقال ابن زيد: يلتقي فيه العباد.

وقال قتادة، والسدي، وبلال بن سعد، وسفيان بن عيينة (٩): يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض.

وقال قتادة أيضا: يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض، والخالق والخلق.

وقال مَيْمون بن مِهْران: يلتقي [فيه] (١٠) الظالم والمظلوم.


(١) ورواه الترمذي في السنن برقم (٣٤٧٩) عن معاوية بن صالح ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٤٩٣) عن عفان بن مسلم وموسى ابن إسماعيل ورواه الطبراني في كتاب الدعاء برقم (٦٢) عن مخلد بن خداش كلهم من طريق صالح المري به. قال اطبراني في المعجم الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا صالح المري" ومداره على صالح المري وهو متروك.
(٢) زيادة من ت، س، أ.
(٣) زيادة من ت.
(٤) زيادة من ت.
(٥) في ت، س: "من".
(٦) في س: "فاعبدوه" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.
(٧) في ت: "إنه" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.
(٨) زيادة من ت.
(٩) في ت: "قتادة وغيره".
(١٠) زيادة من أ.