للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أتاك على قُنوط منك غَوثٌ … يمن به اللطيف المستجيبُ

وكل الحادثات إذا تناهت … فموصول بها الفرج القريب

وقال آخر:

وَلَرُب نازلة يضيق بها الفتى … ذرعا وعند الله منها المخرج

كملت فلما استحكمت حلقاتها … فرجت وكان يظنها لا تفرج

وقوله: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) أي: إذا فَرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها، فانصب في العبادة، وقم إليها نشيطا فارغ البال، وأخلص لربك النية والرغبة. ومن هذا القبيل قوله في الحديث المتفق على صحته: "لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان" (١) وقوله : "إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء، فابدءوا بالعَشَاء" (٢).

قال مجاهد في هذه الآية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة، فانصب لربك، وفي رواية عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك، وعن ابن مسعود: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل. وعن ابن عياض نحوه. وفي رواية عن ابن مسعود: (فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس.

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) يعني: في الدعاء.

وقال زيد بن أسلم، والضحاك: (فَإِذَا فَرَغْتَ) أي: من الجهاد (فَانْصَبْ) أي: في العبادة. (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) قال الثوري: اجعل نيتك ورغبتك إلى الله، ﷿.

آخر تفسير سورة "ألم نشرح" ولله الحمد.


(١) رواه مسلم في صحيحه برقم (٥٦٠) من حديث عائشة، .
(٢) رواه البخاري في صحيحه برقم (٥٤٦٥) من حديث عائشة، .