للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مروان فقال: يا فلان، اذهب إلى فلان فقل له: أي شيء سمعت من رسول الله، . في الصلاة الوسطى؟ فقال رجل جالس: أرسلني أبو بكر وعمر -وأنا غلام صغير -أسأله عن الصلاة الوسطى، فأخذ إصبعي الصغيرة فقال: هذه الفجر، وقبض التي تليها، فقال: هذه الظهر. ثم قبض الإبهام، فقال: هذه المغرب. ثم قبض التي تليها، فقال: هذه العشاء. ثم قال: أي أصابعك بقيت؟ فقلت: الوسطى. فقال: أي الصلاة بقيت؟ فقلت: العصر. فقال: هي العصر (١). غريب أيضًا.

حديث آخر: قال ابن جرير: حدثني محمد بن عوف الطائي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش (٢) حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : "الصلاة الوسطى صلاة العصر" (٣). إسناده لا بأس به.

حديث آخر: قال أبو حاتم بن حبان في صحيحه: حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام عن قتادة عن مُوَرِّق (٤) العِجْلي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله : "صلاة الوسطى صلاة العصر" (٥).

وقد روى الترمذي، من حديث محمد بن طلحة بن مصرف، عن زبيد اليامي، عن مُرَّة الهَمداني، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : " صلاة الوسطى صلاة العصر " (٦) ثم قال: حسن صحيح.

وأخرجه مسلم في صحيحه، من طريق (٧) محمد بن طلحة، به (٨) ولفظه: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" الحديث.

فهذه نصوص في المسألة لا تحتمل شيئا، ويؤكد ذلك الأمر بالمحافظة عليها، وقوله في الحديث الصحيح، من رواية الزهري، عن سالم، عن أبيه: أن رسول الله قال: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله (٩) " (١٠). وفي الصحيح أيضًا، من حديث الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قِلابة، عن أبي المهاجر (١١) عن بُرَيدة بن الحُصَيْب، عن النبي قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" (١٢) (١٣).


(١) تفسير الطبري (٥/ ١٩٦).
(٢) في أ: "بن عباس".
(٣) تفسير الطبري (٥/ ١٩٨) وقول الحافظ: إسناده لا بأس به، متعقب؛ فإن في إسناده ضعف وانقطاع، وهذه نسخة مشهورة خرجها الطبراني في المعجم الكبير.
(٤) وقع في هـ: "همام بن مورق" والتصحيح من الإحسان.
(٥) صحيح ابن حبان (٣/ ١٢١) "الإحسان".
(٦) سنن الترمذي برقم (١٨١).
(٧) في جـ: "من حديث".
(٨) صحيح مسلم برقم (٦٢٨).
(٩) في جـ: "ماله وأهله".
(١٠) صحيح مسلم برقم (٦٢٦).
(١١) في جـ: "عن أبي المهاجر عن أبي المليح".
(١٢) الذي في الصحيح إنما هو عن هشام عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، عن بريدة ، وهو في صحيح البخاري برقم (٥٥٣)، وهذا الثاني إنما هو في سنن ابن ماجة برقم (٦٩٤)، والأول هو المحفوظ، وقد وقع في نسخة "جـ" إثباته على الصواب، كما بينته، لكن وقع تخليط في ذلك؛ لأنه أثبت كلمة: "وفي الصحيح" ثم تدارك ذلك.
(١٣) جاء في جـ: "كذا رواه ابن ماجة من حديث الأوزاعي، ورواه البخاري والنسائي من حديث هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المليح بن أسامة، عن بريدة، عن النبي : "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله".