للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالت: "قد قاله رسول الله ، ولكن ليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شَخَصَ البصر وحَشْرَج الصدر واقْشَعَرَّ الجلد وتَشَنَّجَت الأصابع، فعند ذلك من أَحبَّ لقاء الله أحب الله لقاءَه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" (١).

وأخرجه الدارقطنى من جهة محمد بن فضيل قال: ثنا عطاءُ بن السائب عن مجاهدٍ عن أبي هريرَة قال: قال رسول الله "إِذا أَحبَّ العبدُ لقاء الله أَحبَّ الله لقاءَه، وإذا كرةَ العبدُ لقاءَ الله كره الله لقاءَه" فذكر ذلك لعائشة فقالت: "يرحمه الله حدثكم بآخر الحديث ولم يحدثكم بأوله" قالت عائشة: قال رسول الله "إذا أَراد الله بعبدٍ خيرًا بعث إليه ملكًا في عامه الذي يموت فيه فيسدده ويبشره، فإذا كان عند موته أتى ملك الموت فقعد عند رأسه فقال: رأسه فقال: أيتها النفس المطمئنة اخرجى إلى مغفرة من الله ورضوان وتَتَهَوَّع نفسه رجاءَ أَن تخرج، فذلك حين يحب لقاء الله، ويحب الله لقاءَه. وإذا أراد بعبد شرًّا بعث إليه شيطانًا في عامه الذي يموت فيه فأغواه، فإذا كان عند موته أتاه ملك الموت فقعد عند رأسه فقال: أيتها النفس، اخرجى إلى سَخَط من الله وغضب، فتفرق في جسده فيسترطه، فذاك حين يبغض لقاء الله، ويبغض الله لقاءَه".

غريب من حديث مجاهد عن أبي هريرة وعائشة، تفرد به عطاء بن السائب عنه. قال الدارقطني: ولا أعلم حدث به عنه غير ابن فضيل (٢).

قلت: وقد احتج به الشيخان (٣).


(١) م: (٤/ ٢٠٦٦) (٤٨) كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٥) باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه - رقم: (١٧/ ٢٦٨٥)
(٢) ذكره في الغرائب.
انظر أطراف الغرائب لأبي الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسى نسخة دار الكتب المصرية تحت رقم (٦٩٧) حديث.
لوحة (٣٠٧ / ب، ٣٠٨/ أ).
ومعنى: "تتهوع نفسه: أي تخرج بلا تكلف ويسترطه: يبتلعه.
(٣) انظر توثيق عائشة للسنة، ص: (٢٠٣ - ٢٠٥).