للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى الأَول دليل على جواز التصغير كقوله: "يا أبا عُمير" تصغير تحبيب.

وجعل صاحب البسيط من النحويين مثل قوله: "يا حُمَيْرا" تصغير تقريب ما يتوهم أنه بعيد، كقولهم بُعَيْدَ الْعَصْر وقُبَيْلَ الفجر. قال: لأن المراد بها البيضاءَ فكأَنها غير كاملة البياض، قال: وكذلك قوله: "كُنَيْف ملئَ علمًا" اهـ.

وقال أَبو القاسم الثمانيني في شرح اللمع: "قول عمر في ابن مسعود: "كُنَيْف ملئَ علمًا" (١) قالوا: إنه أراد بهذا التحقير (٢) تعظيمه، كما قالوا في داهية: دويهية وخُوَيخِية (٣) ".

قال: والصحيح أن ابن مسعود كان صغير الجسم قصيرًا فقال: (كُنَيْف) مصغرة ليدل على تصغير جسمه لأن كُنَيْفًا تكبيره كِنف، وهو شيءٌ يكون فيه أداة الراعى فأَراد أَنه حافظ لما فيه" اهـ.

وأُمها أَم رُوْمَان، بفتح الراء وضمها بنت عامر بن عوَيمِرِ بن عبد شمس بن كنانة.

روى البخارى لأُم رومان حديثًا واحدًا من حديث الإفك من رواية مسروق عنها (٤) ولم يلقها، وقيل: "عن مسروق حدثتني أُم رومان" وهو وهم. ونقل


(١) مصنف عبد الرزاق (١٠/ ١٣) كتاب العقول - باب العفو.
عن معمر، قتادة أن عمر بن الخطاب رفع إليه رجل قتل رجلًا، فجاء أولياء المقتول، وقد عفا أحدهم، فقال عمر لابن مسعود، وهو إلى جنبه، ما تقول؟ فقال ابن مسعود: أقول: إنه قد أحرز من القتل. قال: فضرب على كتفه، ثم قال: كُنَيفُ مُلِيء علمًا رقم: (١٨١٨٧).
ورواه الطبراني من طريق (٩/ ٤٠٨) رقم: (٩٧٣٥) وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ٣٠٣) ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك ابن مسعود.
(٢) كذا في الأصل، وربما كان هذا خطأ من القلم، وكأنه يريد: "أراد بهذا التصغير".
(٣) الخويخية: الداهية.
(٤) خ: (٣/ ٢٦) (٦٥) كتاب التفسير - تفسير سورة النور - (٧) باب ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ - عن محمد بن كثير، عن سلمان، عن حصين، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم رومان - أم عائشة - قالت: لما رميت عائشة خرت مغشيًّا عليها. رقم: (٤٧٥١).
وقد روى البخارى هذا الحديث في مواضع أخر فيها التصريح بالتحديث أو ما يشبهه: =