للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِلة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما أنا عليه وأصحابي، قال الترمذي حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، وفيه أيضا بسنده إلى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وإن أمتي ستفترقُ على اثنتين وسبعين فرقة يهلك إحدى وسبعون ويخلُص فرقة قالوا يا رسول الله ما تلك الفرقة قال فرقة الجماعة، وقال فيه أيضا فإن قيل وهل هذه الفرقة معروفة، فالجواب إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق وإن كان كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق وإن لم نحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها، قال وقد ظهر لنا من أصول الفرق الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية، وقد قال بعض أهل العلم أصل العلم الفرق هذه الست وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة انتهى، ثم فصلها وعرف كل فرقة منها فيه، وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه والملل والنِحَل مبسوطا في رحلتنا المسماة بالبسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام فراجعها.

٤٤٧ - (أفتَّانٌ أنت يا معاذ) رواه الشيخان عن جابر قال أقبل رجل بناضحين (١) وقد جنح الليل فوافق معاذا يصلي فترك ناضحيه وأقبل إلى معاذ فقرأ سورة البقرة أو النساء فانطلق الرجل وبلغه أن معاذا نال منه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه معاذا،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أفتّان أنت " أو " أفاتن أنت " - ثلاث مرات - " فلولا صليت بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والليل إذا يغشى فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة،؟ " وفي رواية أبي داود فقال: يا معاذ أنت فتان أنت فتان أنت فتان، وللنسائي عن جابر أفتان أنت أفتان أنت لا تطول بهم إقرأ سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها ونحو هذا، وعند أحمد عن أنس: كان معاذ بن جبل يَؤُمُّ، فدخل حَرام وهو يريد أن يسقي نخله، فدخل المسجد مع القوم، فلما رأى معاذا طوّل تجوَّز في صلاته ولحق بنخله يسقيه، فلما قضى معاذا الصلاة قيل له ذلك فقال: إنه


(١) النواضح: الإبل التي يستقي عليها واحدها ناضح.
النهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>