كذلك المكان المنسوب إبن عمر من الجبل الذي بالمعلاة مقبرة مكة لا يصح أصلا وإن اتفقوا على أنه توفي بمكة.
والمكان المنسوب لعقبة بن عامر رضي الله عنه من قرافة مصر، بل هو منام رآه بعضهم بمد أزمنة متطاولة.
والمكان المنسوب لأبي هريرة رضي الله عنه بعسقلان إنما هو قبر حيدرة بن خيشنة على ما جزم به بعض الحفاظ الشاميين، ولكن جزم ابن حبان وتبعه الحافظ ابن حجر بالأول.
وكذلك المكان المشهور بالمشهد الحسيني من القاهرة فليس الحسين مدفونا فيه بالاتفاق وإنما فيه رأسه كما ذكر بعض المصريين، قال الحافظ ابن حجر ونفاه بعضهم، ومنهم ابن تيمية فإنه بالغ في إنكار ذلك وأطال كما نقله عنه السخاوي.
وقال الإمام محمد بن الجزري لا يصح تعيين قبر نبي غير نبينا عليه الصلاة والسلام، نعم قبر إبراهيم الخليل عليه الصلاة السلام في تلك القرية لا بخصوص تلك البقعة.
ويكفر منكر كون قبر نبينا في المدينة في المكان المخصوص، ولا يكفر منكر قبر نبي غيره بخصوصه حتى إبراهيم، ولا ينسب إلى الإبتداع إلا منكر كون قبر الخليل في الغار في بلده المعروفة فإنه مبتدع.
وكذلك المكان المعروف بالسيدة نفيسة إبنة الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب التي وصفها الحافظ العلم البرزالي بأنها خفيرة ديار مصر.
وكان الحافظ ابن حجر يقول مما لا ينافيه ليس بالديار المصرية بعد الصحابة رضي الله عنهم أفضل من الشافعي.
قال في المقاصد وهو كذلك فقد ذكر بعض أهل المعرفة أن خصوص هذا المحل الذي يزار ليس قبرها ولكنها في تلك البقعة بالاتفاق، واستيفاء ذلك يطول وهو جدير بإفراده في تأليف.
... ٢ ... [كلمات وأشعار]
ثم قال (في المقاصد) : وكنت أردت إدراج كلمات تستعملها الناس في كلامهم لها أصول يرجع إليها فرأيت ذلك خروجا عن المقصود وإن جرى ذكر شئ منها في الأثناء فلمناسبة لا تخفى.
وكذلك الكلمات المذكورة: أرغم الله أنفه، استأصل الله شأفته، أفلح الوجه، أكذب من دب ودرج، أنا النذير العريان، بنى بأهله، حمي الوطيس، رفع عقيرته، شاهت الوجوه، كبر حتى صار كأنه قفة، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ما به قلبة، وافق