فنقول كما قاله في المقاصد وتبعه في التمييز وتبعهما القاري وسبقهم الصغاني وغيره:
... ٢ ... [لقاء الأئمة ببعض]
قد اشتهر لقاء الأئمة بعضهم لبعض، وكذا اشتهر تصانيف تضاف لأناس وقبور لأقوام ذوي جلالة مع بطلان ذلك كله، وأناس يذكرون بين كثير من العوام بالعلم إما مطلقا أو في خصوص علم معين وربما تساهل في ذلك من لا معرفة له بذلك العلم تقليدا أو استصحب ما كان متصفا به ثم زال بالترك أو تشاغل بما انسلخ به عن الوصف الأول وجميع
هذا كثير: فمن الأول ما اشتهر من أن الشافعي وأحمد اجتمعا بشيبان الراعي وسألاه فباطل باتفاق أهل المعرفة كما قاله ابن تيمية وغيره لأنهما لم يدركاه.
وكذلك ما ذكر من أن الشافعي اجتمع بأبي يوسف عند الرشيد باطل أيضا إذ لم يجتمع الشافعي بالرشيد إلا بعد موت أبي يوسف قال الحافظ ابن حجر: وكذا الرحلة المنسوبة للشافعي إلى الرشيد وأن محمد بن الحسن حرضه على قتله قال وإن أخرجها البيهقي في مناقب الشافعي وغيره فهي موضوعة مكذوبة.
وعبارة اللآلئ للحافظ ابن حجر نصها وقال أبو العباس بن تيمية ما اشتهر أن الشافعي وأحمد اجتمعا بشيبان الراعي وسألاه عن سجود السهو فاتفق أهل المعرفة على أن هذا باطل والشافعي وأحمد لم يدركا شيبان الراعي.
وقال أيضا ما ينقل عن الشافعي في الرحلة المشهورة اتفق أهل الحديث على أنها كذب وأن الشافعي لم يرحل إلى العراق إلا بعد موت مالك وبعد موت أبي يوسف صاحب أبي حنيفة ولم يجتمع بأبي يوسف بل بمحمد بن الحسن ولا اجتمع بالأوزاعي، وفي الرحلة من الأكاذيب عجائب.
وأقول نظر بعضهم في هذا الكلام بأن إمام الحرمين نقل في المستظهري أن الشافعي رضي الله عنه ناظر أبا يوسف في أراضي مكة هل فتحت عنوة أم صلحا عام حج أبي يوسف مع الرشيد.
ونقل ابن غانم في مناقب الشافعي رضي الله عنه أنه اجتمع به في الرقة وفي بغداد وعبارة الحافظ