للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرفع من نحو نسيان أو اكتفاء بعلم السامع، والرافع عدل ثبت، فلا يُلتَفت إلى الواقف إلا في الترجيح عند التعارض كما هو مبين في الأصول انتهى فتأمله.

٩٢٦ - (البلاء مُوَكّلٌ بالقول - وفي لفظ " بالمَنْطِق ") رواه القضاعي عن حذيفة، وعن علي مرفوعا، ورواه ابن لال عن ابن عباس رفعه، وأوله: ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء إلخ وذكره البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في حديث عرضِ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، من قول الصديق لما قال له علي " لقد وقعت من الأعراب على باقعة يعني الذي دقق عليه في سؤاله عن نسبه بعد أن كان دقق في سؤال واحد منهم عن نسبه بلفظ: أجل يا أبا الحسن، ما من طامة إلا فوقها طامة، والبلاء موكل بالقول، ورواه الديلمي عن ابن مسعود رفعه بلفظ الترجمة، وزاد: فلو أن رجلا عَيّرَ رجلا برضاع كلبة لرضّعَها، ورواه ابن أبي شيبة في الأدب المفرد عن ابن مسعود بلفظ: البلاء موكل بالمنطق لو سخرتُ من كلب لخشيت أن أحَوّل كلبا، وعند الخرائطي في المكارم عن ابن مسعود من قوله: ولا تستشرفوا البلية، فإنها مولعة بمن يُشْرِف لها، إن البلاء مولع بالكلم فاتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم ورواه الديلمي عن أبي الدرداء مرفوعا بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشئ " والله لا أفعلُه " إلا ترك الشيطان كل شئ وولع به حتى يُؤْثِمَه، وأخرجه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي أنه قال: إني لأجد نفسي تحدثني بالشئ، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به، وأورده الصغاني بلفظ: البلاء موكل بالمنطق أو بالقول، وحكم عليه بالوضع، وأورده ابن الجوزي من حديثي أبي الدرداء وابن مسعود في الموضوعات، قال في المقاصد ولا يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بالوضع ويشهد لمعناه قوله صلى الله عليه وسلم " هلم " للأعرابي الذي دخل عليه يعوده وقال له " لا بأس "، فقال له الأعرابي " بل حُمّى تفور " ... الحديث، قال " فنعم إذا " وأنشد ابن بهلول: لا تنْطِقَنَّ بما كرهت فربما ... عَبِثَ اللسانُ بحادثٍ فيكونُ ويروى ... لا تعبثن بحادث فلربما ... وأنشد غيره: لا تمزحنَّ بما كرهتَ فربما ... ضُرِبَ المِزاحُ عليك بالتحقيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>