للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احذره ولا تأمنه فضلا عن الأجنبي، وهذه كلمة جاهلية تمثل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال المناوي رمز المؤلف لحسنه ولعله لاعتضاده، ولفظ أبي داود عن الِمسْوَر بن مَخْرمَة قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان ليقسمه في قريش بمكة بعد الفتح فقال التمس صاحبا قال فجاءني عمرو بن أمية الضمري فقال بلغني أنك تريد الخروج تلتمس صاحبا قال قلت أجل قال أنا لك صاحب قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ قد وجدتُ صاحبا فقال من قلت عمرو بن أمية الضمري قال إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنه قد قال القائل أخوك البكري ولا تأمنه فخرجنا حتى إذا كنت بالأبواء قال إني أريد حاجة إلى قومي بِوَدّان فتَلَبّثْ بي قلت راشدا فلما ولى ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فشددت على بعيري حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو يعارضني في رهط قال وعارضته فسبقته فلما رآني قذفته انصرفوا وجاءني فقال كانت لي إلى قومي حاجة قلت أجل ومضينا حتى قدمنا مكة فدفعت المال لأبي سفيان انتهى، والأصافر بالصاد المهملة جمع أصفر ثنايا سلكها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وقيل جبال مجموعة تسمى بذلك.

١٦٣ - (إخوانُكم خَوَلُكم جعلهم الله تعالى تحت أيديكم) الحديث رواه الشيخان وأبو داود والنسائي والحاكم عن أبي ذر بزيادة فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه، ورواه هؤلاء عن أبي هريرة بلفظ إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه فليجلسه معه فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين، ورواه الترمذي عن أبي ذر وقال حسن صحيح بزيادة فتية فبل قوله تحت أيديكم كما في الجامع الكبير، وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح عن أبي ذر من لا يحكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله، وروى الشيخان عن أنس أنه كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين

<<  <  ج: ص:  >  >>