للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسلام، وليس عندهم بصمة له، ولا عندهم صورة لخاتمه.

ما الذي يدريهم بأن دحية الكلبي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

وكيف لزمهم البلاغ؟

وكيف أصيب كسرى بعذاب من عند الله حينما مزق الكتاب؟ كيف لزمتهم الحجة؟

فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يرسل الواحد؛ إلا وهو يعتقد أن الحجة تقوم به، وهذا أمر معلوم بالضرورة من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم أفرادا إلى جهات متعددة لنشر الدعوة وإقامة الحجة، فأرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه ليقضي، ويكون أميرا في اليمن، وأرسل عليا رضي الله عنه وأرسل أبا موسى الأشعري رضي الله عنه.

القصد: أن إرسال الواحد من الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكرر مرات، وهو لا يرسله إلا إذا كان يعتقد أن الحجة تقوم به، وأن خبره يجب أن يصدق.

والمهم فيه أن يتخيره عدلا، أمينا، صادقا، يقوى على البلاغ.

وليس من المهم أن يكون عددا بدليل أنه أرسل أفرادا إلى دول، وليس إلى أفراد، وفي أصل الدين وهو العقيدة وليس في الفروع فقط.

فهذا بيان من النبي صلى الله عليه وسلم يحتج به على قبول خبر الواحد، ضد هؤلاء الذين يتهمون الراوي إذا كان واحدا، ويردون خبره وحديثه وإن توافرت فيه الشروط التي توجب قبوله وهي:

- أن يكون عدلا في دينه، ضابطا في نقله.

<<  <   >  >>